مقالات واراء

شخصيات نسائية………..

احجز مساحتك الاعلانية

أمال السعدي

كثيرة هي الشخصيات التي لم يتم تسليط الضوء عليها، بل فُقد بها المعرفة و الاسباب قد تفيض في التعليل و التفسير..وقد تحمل بعض الاسباب سياسة بها تغليف التاريخ بما لا ضرورة لنا في ان نقيم المعرفة عن البعض، السيدة مريم عليها السلام واحدة من الشخصيات التي عرفت بين اول عشر نساء ممن لهن موقع في تاريخ الديانات…هي العذراء والدة المسيح عليه السلام سيدة كرمها الله و حوطت بقدسية بها التمييز في أن تُختار لتكون والدة نبي الله…
مريم العذراء أو كما لقبت القديسة مريم العذراء ( هي مِريَم هَبِتوله بالغة الارامية، مِريَم بثولتا أو البتول كما نطلق عليها با السريانية،… وباليونانية برثينوس أو ماريا باليونانية) ،شخصية مميزة في العهد الجديد والقرآن الكريم، أم يسوع أو عيسى و هو المعروف بالمسيح عليه السلام ثاني رسول لرب العباد( معنى كلمة المسيح هو من يمسح وجهه بمنديل لتنقيته و هي عادة يستخدمها اليهود، وهي تعني السطح المعتدل أو جميل الطلعة)…. كما جاء في الكثير من الكتب أن العذارء ولدت عيسى ولادة عذرية الهية…..
وفق المعتقدات المسيحية فإن مريم كانت مخطوبة ليوسف النجار، عندما بشرها الملاك جبرائيل بحملها بيسوع وظلت بقربه حتى الصلب. … لكن ما أتى في الكتب الأبوكريفية المختلفة وكتابات آباء الكنيسة تتكلم عن حياتها المبكرة وحتى بداية الدعوة العلنية ليسوع، وقد قبلت هذه الكتابات بنسب متفاوتة كعقائد لدى الطوائف المسيحية، وقد صيغ عدد آخر من العقائد في المسيحية تعرف باسم العقائد المريمية تتحدث عن العذراء ودورها، التي أغدقت عليها الكنيسة أيضًا عددًا كبيرًا من الألقاب، فهي الملكة والمباركة والشفيعة المؤتمنة وغيرها من الألقاب التي تندرج في إطار تكريمها، و ضعت هذه التسميات وفقا لعقيدة الكنائس التي تفرد لمريم مكانة خاصة و عليها باتت جزء من العقيدة المسيحية، حدد الكثيرمن المناسبات التي تقام بها الاحتفالات و بها صيام للسيدة المباركة و هي صيام العذراء….. و باتت هناك الكثير من ذكرى و طقوس و مزارات جهزت لقيام ذكرى السيدة النور أو ام النور كما تلقب في بلاد الشام…… هناك دراسة خصصتها الكنيسة و تعتمدها بعض الجامعات لتقديم التعريف عن هذه السيدة و صنفت في مجال الفلسفة و اطلق عليها( فلسفة قدسية مريم العذراء)، أعتمدت هذا النوع من التقديم و المعرفة أغلب الديانة المسيحية و خاصة ما يطلق عليها الماريولوجيا المسيحية …..و الماريولوجيا احد العلوم اللاهوتية المخصصة لدراسة الانبياء و خاصة ابناء الكنيسة… أعترض بعض من رجالات البورتستانت على هذا النوع من اللاهوت و خاصة العلوم المريمية… لكن منذ القرن التاسع عشر كثرت المعاهد و الجامعات التي تخصص أقسام في دراسة اللاهوت وخاصة العلوم المريمية…
ولمريم العذراء أيضًا مكانة خاصة في الإسلام وعند المسلمين، فهي خير نساء العالمين، وترتبط بها السورة الثالثة في القرآن: سورة آل عمران، و التي تشكل التعريف عن اصل مريم و أنتمائها العائلي و فقا للديانة الاسلامية أو هذا ما اتى به الذكر في بعض التفسيرات….أما السورة التاسعة عشر في القرآن والتي تدعى باسمها: سورة مريم، وهي السورة الوحيدة في القرآن المسماة باسم امرأة و التي خصصها الله في التعريف عن سيدة اختارها لتمثل عذرية صفاء وعمق الولادة…….معنى اسم مريم في اللغة العبرية المرارة، وهو من الأسماء الواسعة الانتشار في المجتمع اليهودي القديم، وكان أول من دعي به في العهد القديم النبية مريم وهي شقيقة النبي موسى……
لم تذكر الكثير من الكتب أي تاريخ أو سرد عن هذه الشخصية الا بعض الاناجيل التي سميت بأنجيل مريم والتي هي غير معترف بها بالكنيسه الكاثدرائيه، حسب الرواية الواردة في الكتب الأبوكريفية … ولادتها لاتختلف كثيرا عن قصة نبي الله إبراهيم حيث كانت والدة مريم عاقر …. حملت الام وهي كبيرة في السن بمعجزة الهيه حيث كانت المراة التي لاتنجب تعتبر عار في المجتمع اليهودي(ترى ما الذي تغير الى اليوم هذا العار مازال يلاحق المرأة؟؟؟؟) واثناء حملها نذرت الوالده أن الوليد سيكون هبة للاله… وعندما ولدت مريم المباركه قدمتها والدتها هبة للخدمه في هيكل سليمان وهي لن تبلغ من العمر الا ثلاث سنوات…. كانت مريم فتاة من فتيات الناصرة، تقوم بالأعمال المنوطة بهنّ، وتتردد إلى المجمع وتسمع التعليم الديني، وتصلي، أختار الله مريم وزينها بأجمل المحاسن، مؤهلاً إياها لتلد إبنه في الجسد وتحضنه وترعاه وتخدمه كما يليق بالقدوس…..بعد أن عادت مريم إلى منزل ذويها في الناصرة حيث قضت هناك عدة سنوات قبل خطبتها ليوسف النجار، خصوصًا أن النساء لم يكن المسموح لهنّ بالخدمة أو الإقامة في الهيكل لدى تجاوزهنّ سن الاثني عشر عامًا وهو عمر البلوغ وفق الشريعة اليهودية. في حين يذكر إنجيل بشارة يعقوب المنحول أن يوسف من كفل العذراء إثر قرعة قام بها زكريا بعد تجاوز مريم الثانية عشر من عمرها…. وفقا لتفسير بعض الاناجيل ومنهم يوحنا أن ذكر مريم لم يتم به الكثير لانها لم تتبع عيسى عليه السلام في رحلاته التبشيريه علما أن الكثير كان يلقبه أُبن مريم!!!! لكن هناك إعتقاد يشير الى أن اليهوديه لم تعترف بمعجزة مريم وحملها و أعتبرتها خارج الترتيب الديني وفقا لتعاليمهم و أعتبرت حملها أهانه للمعبد …… والى اليوم لايتحدث الكثير عن أي واقعة أو يأتي الذكر عليها ، أثبت احد الباحثين أنه عثر على آدله تشير الى إبعاد مريم عن الكثير من الاحداث والشواهد لاسباب دينيه بحته….لاتوجد هناك أي اثباتات تشير الى تاريخ موت البتول مريم العذراء .. حيث الاعتقاد سائد أنها ارتحلت الى السماء … العقيدة السائده سابقا كانت من يموت يعني محمل بالخطيئه ولان العذراء لم تحمل مثل هذه الخطيئه عليه ارتحلت الى السماء والى اليوم هذا الاعتقاد ثابت في الكثير من الطروحات… حدد يوم رحيلها في 15\8 لكن البابا بيوس الثاني اقر أن يوم رحيلها 2\1 وعليه اعتبر يوم الاحتفال الذي يسبقة صوم مدته 14 يوم قبل الاحتفال برحيل العذراء رضي الله عنها والدة المسيح عليه السلام…. لكن هناك ظن أنها توفيت وبقي جسدها حيا لمدة ثلاثة ايام حيث انتقل جسدها الى السماء بلا عوده، أي كررت وفاة المسيح للمرة الثانية …..
عقيدة الحمل بلا دنس بنبي الله أي حمل و ولادة المسيح عليه السلام هو قدسية بها وجوب الاعتراف، حيث أقر البابا بيوس التاسع عام 1854 أن العذراء مريم وًلدت دون ان ترث أو تقر خطيئة التي يرثها الجنس البشري، وذلك ليس بطاقاتها الذاتية بل باستحقاقات أبنها يسوع المسيح،إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك منذ اللحظة الأولى التي تشكلت بها في بطن أمها؛ والهدف من العقيدة هو تبرئة العذراء من أي علاقة بالخطيئة؛ أي أنها طاهرة تماماً ليس لها خطيئة أصلية أو شخصية منذ اللحظة الأولى التي حملت بها والدتها وحتى وجودها كإنسان، و التعليل هي المكانة التي حضيت بها و التي اعتبرت عصمتها متكاملة….
هذه الشخصية حملت رقي لما احتوت من صبر و عناء ارتحال طويل لتحمي جنينها و الذي بشرت به قبل الولادة أنه الايمان و تكملة لسير الله في خطى أنقاذ البشرية… الوقت حان لنتعرف على كل شخصية بها التاريخ قصر و قد يكون سجل الاهانة رغم ما خالف الشريعة و ما حملت من التوضيح في عرف كل سيدة مثل السيدة مريم…
((“هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ” (أنجيل متي))……
ومن سورة ال عمران قال تعالى:
{وإذ قالت الملائِكَةُ يامريمُ إنَّ الله اصطَفَاكِ وطَهَّرَكِ واصطَفَاكِ على نساءِ العالمين، يامريمُ اقنُتِي لربِّكِ واسجُدِي واركَعِي مع الرَّاكعين، ذلك من أنبَاءِ الغيبِ نُوحِيهِ إليكَ وما كُنتَ لَدَيهِم إذ يُلقُونَ أقلامَهُم أيُّهُم يَكفُلُ مريمَ وما كُنتَ لَدَيِهم إذ يَختَصمُون، إذ قالت الملائِكَةُ يامريمُ إنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ منهُ اسمُهُ المَسِيحُ عِيسى ابنُ مريمَ وَجِيهاً في الدُّنيا والآخرةِ ومن المُقرَّبِين، ويُكَلِّمُ النَّاسَ في المَهدِ وكَهلاً ومن الصَّالِحين، قالت ربِّ أنَّى يكونُ لي ولَدٌ ولم يَمسَسنِي بَشَرٌ قال كذلِكِ الله يَخلُقُ ما يشاءُ إذا قَضَى أمراً فإنَّما يقولُ له كُن فَيَكُونُ}….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى